نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الشعراء آية 209
ذِكْرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ

التفسير الميسر وما أهلكنا مِن قرية من القرى في الأمم جميعًا، إلا بعد أن نرسل إليهم رسلا ينذرونهم، تذكرة لهم وتنبيهًا على ما فيه نجاتهم، وما كنا ظالمين فنعذب أمة قبل أن نرسل إليها رسولا.

تفسير الجلالين
209 - (ذكرى) عظة لهم (وما كنا ظالمين) في إهلاكهم بعد إنذارهم ونزل ردا لقول المشركين

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {أفبعذابنا يستعجلون} قال مقاتل : قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد إلى متى تعدنا بالعذاب ولا تأتي به! فنزلت {أفبعذابنا يستعجلون}.
{أفرأيت إن متعناهم سنين} يعني في الدنيا والمراد أهل مكة في قول الضحاك وغيره.
{ثم جاءهم ما كانوا يوعدون} من العذاب والهلاك {ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} {ما}الأولى استفهام معناه التقرير، وهو في موضع نصب {بأغني} و{ما} الثانية في موضع رفع، ويجوز أن تكون الثانية نفيا لا موضع لها.
وقيل {ما} الأولى حرف نفي، و{ما}الثانية في موضع رفع بـ {أغنى} والهاء العائدة محذوفة.
والتقدير : ما أغنى عنهم الزمان الذي كانوا يمتعونه.
وعن الزهري : إن عمر بن عبدالعزيز كان إذا أصبح أمسك بلحيته ثم قرأ} أفرأيت إن متعناهم سنين.
ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} ثم يبكي ويقول : نهارك يا مغرور سهو وغفلة ** وليلك نوم والردى لك لازم فلا أنت في الأيقاظ يقظان حازم ** ولا أنت في النوام ناج فسالم تسر بما يفنى وتفرح بالمنى ** كما سر باللذات في النوم حالم وتسعى إلى ما سوف تكره غبه ** كذلك في الدنيا تعيش البهائم قوله تعالى: {وما أهلكنا من قرية} {من} صلة؛ المعنى : وما أهلكنا قرية.
{إلا لها منذرون} أي رسل.
{ذكرى} قال الكسائي {ذكرى} في موضع نصب على الحال.
النحاس : وهذا لا يحصل، والقول فيه قول الفراء وأبي إسحاق أنها في موضع نصب على المصدر؛ قال الفراء : أي يذكرون ذكرى؛ وهذا قول صحيح؛ لأن معنى {إلا لها منذرون} إلا لها مذكرون.
و{ذكرى} لا يتبين فيه الإعراب؛ لأن فيها ألفا مقصورة.
ويجوز {ذكرى} بالتنوين، ويجوز أن يكون {ذكرى} في موضع رفع على إضمار مبتدأ.
قال أبو إسحاق : أي إنذارنا ذكرى.
وقال الفراء : أي ذلك ذكرى، وتلك ذكرى.
وقال ابن الأنباري قال بعض المفسرين : ليس في {العشراء} وقف تام إلا قوله {إلا لها منذرون} وهذا عندنا وقف حسن؛ ثم يبتدئ {ذكرى} على معنى هي ذكرى أي يذكرهم ذكرى، والوقف على {ذكرى} أجود.
{وما كنا ظالمين} في تعذيبهم حيث قدمنا الحجة عليهم وأعذرنا إليهم :

تفسير ابن كثير يقول تعالى: كذلك سلكنا التكذيب والكفر والجحود والعناد، أي أدخلناه في قلوب المجرمين {لا يؤمنون به} أي بالحق {حتى يروا العذاب الأليم} أي حيث لا ينفع الظالمين معذرتهم، {فيأتيهم بغتة} أي عذاب اللّه فجأة {وهم لا يشعرون * فيقولوا هل نحن منظرون} أي يتمنون حين يشاهدون العذاب أن لو أنظروا قليلاً ليعملوا في زعمهم بطاعة اللّه، فكل ظالم وفاجر وكافر إذا شاهد عقوبته ندم ندماً شديداً؛ هذا فرعون لما دعا عليه الكليم بقوله: {ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا} فأثرت هذه الدعوة في فرعون فما آمن حتى رأى العذاب الأليم {حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا اللّه الذي آمنت به بنو إسرائيل} الآية، وقال تعالى: {فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا باللّه وحده} الآية، وقوله تعالى: {أفبعذابنا يستعجلون} إنكار عليهم وتهديد لهم، فإنهم كانوا يقولون للرسول تكذيباً واستبعاداً: ائتنا بعذاب اللّه، كما قال تعالى: {ويستعجلونك بالعذاب} الآيات، ثم قال: {أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} أي لو أخرناهم وأنظرناهم وأمليناهم برهة من الدهر وحيناً من الزمان وإن طال، ثم جاءهم أمر اللّه، أي شيء يجدي عنهم ما كانوا فيه من النعيم {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عيشة أو ضحاها}، وقال تعالى: {يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمّر}، وقال تعالى: {وما يغني عنه ماله إذا تردّى}، ولهذا قال تعالى: {ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون}. وفي الحديث الصحيح: (يؤتى بالكافر فيغمس في النار غمسة ثم يقال له هل رأيت خيراً قط؟ هل رأيت نعيماً قط؟ فيقول: لا واللّه يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً كان في الدنيا، فيصبغ في الجنة صبغة، ثم يقال له: هل رأيت بؤساً قط؟ فيقول: لا واللّه يا رب). ثم قال تعالى مخبراً عن عدله في خلقه أنه ما أهلك أمة من الأمم إلا بعد الإعذار إليهم والإنذار لهم وبعثه الرسل إليهم، وقيام الحجة عليهم، ولهذا قال تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين} كما قال تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}، وقال تعالى: {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا - إلى قوله - وأهلها ظالمون}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি