الباب السادس عشر : تأويل رؤيا الموت والأموات والمقابر والأكفان وما يتصل به من البكاء والنوح وغير ذلك

أخبرنا الوليد بن أحمد الزوزني قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال أخبرنا محمد بن يحيى الواسطي قال حدثنا محمد بن الحسن البرجلاني عن يحيى بن بسام قال حدثني عمر بن صبح السعدي قال رأيت عبد العزيز بن سليمان العابد في منامي وعليه ثياب خضر وعلى رأسه إكليل من لؤلؤ فقلت أبا محمد كيف كنت بعدي وكيف وجدت طعم الموت وكيف رأيت الأمور هناك فقال أما الموت فلا تسأل عن شدة كربه وهمومه إلا أنّ رحمة الله وارت منا كل عيب وما نلناه إلا بفضله عزّ وجلّ (قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله) الموت في الرؤيا ندامه من أمر عظيم فمن رأى أنه مات ثم عاش فإنّه يذنب ذنباً ثم يتوب لقوله تعالى (رَبّنَا أَمَتّنَا اثنتين وَأحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فاعْتَرَفْنَا بذُنُوبنا) ومن مات
من غير مرض ولا هيئة من يموت فإن عمره يطول
-ومن رأى كأنه لا يموت فقد دنى أجله وإن ظن صاحب الرؤيا في منامه أنّه لا يموت أبداَ فإنّه يقتلِ في سبيل الله عز وجل
-ومن رأى أنه مات ورأى لموته مأتماً ومجتمعاً وغسلاً وكفناً سلمت دنياه وفسد دينه
-ومن رأى أن الإمام مات خربت البلدة كما أنّ خراب البلدة دليل على موت الإمام
-ومن رأى ميتاً معروفاً مات مرة أُخرى وبكوا عليه من غير صياح ولا نياحة فإنّه يتزوجٍ من عقبه إنسان ويكون البكاء دليل الفرج فيما بينهم وقيل من رأى ميتاً مات موتا جديداً فهو موت إنسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته حتى يصير ذلك الميت كأنّه قد مات مرة ثانية فإن رأى كأنه قد مات ولم يرى هيئة الأموات ولا جهازهم فإنّه ينهدم من داره جدار أو بيت فإن كانت الرؤيا بحالها ورأى كأنّه دفن على هذه الحالة من غير جهاز ولا بكاء ولا شيع أحد جنازته فإنّه لا يعاد بناء ما انهدم إلا إذا صار في يد غيره
-ومن رأى وقوع الموت الذريع في موضع دل على وقوع حريق هناك فإن رأى كأنه مات وهو عريان على الأرض فإنه يفتقر فإن رأى كأنه على بساط بسطت له الدنيا أو على سرير نال رفعة أو على فراش نال من أهله خيراً فإن رأى كأنّه وجد ميتاً فإنّه يجد مالاً فإن جاءه نعي غائب فإنّه يأتيه خبر بفساد دينه وصلاح دنياه
فإن رأى كأنّ ابنه مات تخلص من عدوه وإن رأى كأنه ابنته ماتت أيِسَ من الفرج فإن رأى كأن رجلا قال لرجل أنّ فلاناً مات فجأة فإنّه يصيب المنعي غم مفاجأة وربما مات فيه فإن رأت حامل أنّها ماتت وحملت والناس يبكون عليها من غير رنة ولا نوح فإنّها تلد ابناً وتسر به وقال بعضهم رؤيا الأعزب الموت دليل على التزويج وموت المتزوج دليل على الطلاق فإنّ بالموت تقع الفرقة وكذلك رؤيا أحد الشريكين موته دليل فرقة شريكه وأما النياحة فمن رأى كأنّ موضعاً يناح فيه وقع في ذلك الموضع تدبير شؤم يتفرق به عنه أصحابه وقيل أن تأويل النوح الزمر وتأويل الزمر النوح وأما البكاء فحكي عن ابن سيرين أنه قال البكاء في المنام قوة عين وإذا اقترن بالبكاء والنوح الرقص لم يحمد فإن رأى كأنه مات إنسان يعرفه وهو ينوح عليه ويعلن الرنة فإنّه يقع في نفس ذلك الذي رآه ميتاً أو في عقبه مصيبة أو هم شنيع فإن رأى كأنهم ينوحون على وال قد مات ويمزقون ثيابهم وينفضون التراب على رءوسهم فإنّ ذلك الوالي يجور في سلطانه فإن رأى كأن الوالي مات وهم يبكون خلف جنازته من غير صياح فإنّهم يرون من ذلك الوالي سروراً
-ومن رأى كأنّ الوالي مات والناس يذكرونه بخير فإنّه يكون محموداً في ولايته
-ومن رأى كأنه بين أقوام أموات فهو بين
أقوام منافقين يأمرهم بالمعروف فلا يأتمرِون بأمره قال الله تعالى (فَإنّك َلا تُسْمِعُ المَوْتَى)
-ومن رأى كأنه بقي معهم ميتاَ فإنّه يموت على بدعة أو يسافر سفراً لا يرجع منه
-ومن رأى كأنه خالطهم أو لامسهم أصابه مكروه من قبل أرذال (وحكي عن بعضهم) إن من رأى كأنه صاحب ميتاً فإنّه يسافر سفراً بعيداً يصيب فيه خيراً كثيراً فإن حمل ميتاً على عنقه نال مالاً وخيراً كثيراً وإن أكل مع الميت طال عمره ورؤية موت الوالي دليل على عزله وسكر الميت لا خير فيه وأما غسل الميت فمن رأى ميتاً يغسل نفسه فهو دليل على خروج عقبه من الهموم وزيادة في مالهم فإن غسله إنسان تاب على يد ذلك الإنسان رجل في دينه فساد والمغتسل في الأصل تاجر نفاع ينجو بسببه أقوام من الهموم أو رجل شرف يتوب على يديه أقوام من المفسدين فمن رأى كأنّه على المغتسل ارتفع أمره وخرج من الهموم فإن رأى بعض الأموات يطلب من يغسل ثيابه فإنّ ذلك فقره إلى دعاء وصدقة أو قضاء دين أو إرضاء خصم أو تنفيذ وصية فإن رأى كأن إنساناً غسل ثيابه فإن ذلك خير يصل إلى الميت من الغاسل وأما الكفن فقد قيل هو دليل الميل إلى الزنا فإن رأى كأنّه لم يتم لبسه فإنه يدعى إلى الزنا فلا يجيب
-ومن رأى كأنه ملفوف بالكفن كما تلف الموتى
دلت رؤياه على موته فإن لم يغط رأسه ورجليه فهو فساد دينه وكلما كان الكفن على الميت أقل فهو أقرب إلى التوِبة وما كان أكثر فهو أبعد من التوبة
-ومن رأى كأن قوماً مجهولين زينوه وألبسوهِ ثياباَ فاخرة من غير سبب موجب لذلك من عيد أو عرس وأنّهم تركوه في بيت وحيداً فذلك دليل موته والثياب الجدد البيض تجديد أمره وأما الحنوط فدليل التوبة للمفسد والفرج للمغموم والثناء الحسن
-ومن رأى كأنّه استعان برجل يشترى الحنوط فإنّه يستعين به في حسن محضر وذلك أن الحنوط يذهب نتن الميت وأما النعش فمن رأى كأنه حمل على نعش ارتفع أمره وكثر ماله لأنّ أصله من الانتعاش
-ومن رأى كأنه على الجنازة فإنه يؤاخي إخواناً في الله تعالى لقوله عز وجلّ (إخْوَانَاَ عَلَى سُرًرٍ مُتَقَابِليِنَ) وقال بعضهم أنّ الجنازة رجل موفق يملك على يديه قوم أردياء فإن رأى كأنّه موضوع على جنازة وليس يحمله أحد فإنّه يسجن فإن رأى كأنه حُمل على الجنازة فإنه يتبع ذا سلطان وينتفع منه بمال فإن رأى كأنه رفع ووضع على جنازة وحمله الرجال على أكتافهم فإنه ينال سلطانا ورفعة ويذل أعناق الرجال ويتبعه في سلطانه بقدر من رأى من مشيعي جنازته فإن رأى أنّهم بكوا خلف جنازته حمدت عاقبة أمره وكذلك إن أثنوا عليه
الجميل أو دعوا له فإن رأى كأنهم ذموه ولم يبكوا عليه لم تحمد عاقبته فإن رأى كأنّه اتبع جنازة فإنّه يتبع سلطاناً فاسد الدين فإن رأى جنازة في سوق فإنّ ذلك نفاق ذلك السوق فإن رأى كأن جنازه حملت إلى مقابر معروفة فإنّه حق يصل إلى أربابه فإن رأى كأن جنازة تسير في الهواء فإنّه يموت رجل رفيع في غربة أو رئيس أو عالم رفيع يعمى على الناس أمره فإن رأى أنّه على جنازة يسير على الأرض فإنّه يركب في سفينه فإن رأى جنائز كثيرة موضوعة في مكان فإنّ أهل ذلك المكان يكثرون ارتكاب الفواحش فإن رأت امرأة أنّها ماتت وحملت على جنازة فإن لم تكن ذات زوجٍ تزوجت وإن كانت ذات زوج فسد دينها فإن رأى أنّه حمل ميتاً أصاب مالاً حراماً فإن رأى أنّه جر الميت على الأرض اكتسب مالاً حراماً فإن رأى ميتا تعلق بفاسق فإنهّ يصيد فأراً فإن رأى أنه نقل ميتاً إلى المقابر فإنّه يعمل بالحق فإن رأى أنه نقل ميتا إلى السوق نال حاجة وربحت تجارته ونفقت فأما الصلاة على الميت فكثرة الدعاء والاستغفار له فإن رأى كأنه الإمام عليه عند الصلاة عليه ولي ولاية من قبل السلطان المنافق
-ومن رأى كأنه خلف إمام يصلي على ميت فإنه يحضر مجلساً يدعون فيه للأموات وأما الدفن فمن رأى كأنّه مات ودفن فإنه يسافر سفرا بعيداً يصيب فيه
مالاً لقوله تعالى (ثُم أمَاتَهُ فَأقْبَرَهُ ثُم إذَا شَاءَ أنْشَرَهُ)
-ومن رأى كأنه دفن في قبره من غير موت دلت رؤياه على أن دافنه ينهره أو يحبسه فإن رأى أنّه مات في القبر بعد ذلك فإنّه يموت في الهم فإن لم ير الموت في القبر نجا من ذلك الحبس والظلم وقال بعضهم من دفن فإن دينه يفسد وإن رأى أنّه خرج من القبر بعد ما دفن فإنه يرجى له التوبة فإن رأى أنّه حثي على رجل التراب أو سلمه إلىِ حفيرة القبر فإنّه يلقيه في هلكة فإن رأى كأنه وضع في اللحد فإنه ينال داراً فإن سوى عليه التراب نال بقدر ذلك التراب مالاً وأما القبر المحفور في الأصل فقيل هو السجن في التأويل كما أنّ السجن القبر فمن رأى أنه يريد أن يزور المقابر فإنّه يزور أهل السجن فإن رأى أنّه حفر قبراً على سطح فإنه يعيش طويلاً والقبور الكثيرة في موضع مجهول تدل على رجال منافقين
... ... ... ... ...
-ومن رأى كأن القبور مطرت نال أهلها الرحمة فإن رأى قبراً في موضع مجهول فإنه يخالط رجلاً منافقاً وأما المقابر المعروفة فإنها تدل على أمر حق وهو غافل عنه فإن رأى كأنّه يحفر لنفسه قبراً فإنّه يبني لنفسه داراً وإن رأى كأن قبر ميت حول إلى داره أو محله أو بلده فإنّ عقبه يبنون هناك داراً فإن رأى كأنّه دخل قبراً من غير أن كان على جنازة اشترى داراً مفروغاً منها
-ومن رأى كأنه قائم على قبر فإنّه
يتعاطى ذنباً لقوله تعالى (ولا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ) فإن رأى موسراً في مقبرة يطوف حول القبور فيسلمٍ عليها فقيل إنّه يصير مفلساً يسأل الناس لأنّ المقبرة موضع المفاليس فإن رأى ميتاً كأنه حي فإنّه يصلح أمره بعد الفساد ويعقب عسره يسر من حيث لا يحتسب فإن رأى حياً كأنّه ميت فإنّه يعسر عليه أمره ذلك لأن الحياة يسر والموت عسر فإن رأى الأموات مستبشرين دل على حسن حاله عند الله تعالى لأنّهم في دار الحق ومن رآهم غير مستبشرين أو رآهم معرضين عنه دل على سوء حاله عند الله لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكفي أحدكم أن يوعظ في منامه فإن رأى ميتاً عرفه فأخبره أنّه لم يموت دل على صلاح حال الميت في الآخرة لقوله تعالى (بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون) وكذلك لو رأى الميت تاجا أو خواتيم أو رآه قاعدا على سريره ولو رأى على الميت ثياباً خضراً دل على أنّ موته كان على نوع من أنواع الشهادة وكما تدل مثل هذه الرِؤيا علىِ حسن حال الميت في الآخرة فكذلك تدل علىِ حسن حال عقبه في الدنيا فإن رأى ميتاً ضاحكاً فإنّه مغفور له لقوله تعالى (وجوه يومئذ مسفرة ضَاحِكَة مُسْتَبْشِرة) فإن رأى ميتاً طلق الوِجه لم يكلمه ولم يمسه فإنّه راضٍ عنه لوصول بره إليه بعد موته فإن رآه معرضا عنه أو منازعا له وكأنّه يضربه دل على أنه ارتكب معصية وقيل
إن من رأى ميتاً ضربه فإنّه يقتضيه ديناً فإن رأى الميت غنياً فوق غناه في حياته فهو صلاحٍ حاله في الآخرة وان رآه فقيراً فهو فقره إلى الحسنات وإن رأى كأن الميت عريان فهو خروجه من الدنيا عارياً من الخيرات وقيل إن عري الميت راحته فإن رأى كأن أقواماً معروفين قاموا من موضع لابسين ثياباً جدداً مسرورين فإنّه يحيا لهم ولعقبهم أمور ويتجدد لهم إقبال ودولة فإن كانوا محزونين أو ثيابهم دنسة فإنّهم يفتقرون ويرتكبون الفواحش فإن رأى في مقبرة معروفة قيام الأموات عنها فإنّ أهل ذلك الموضع تنالهم شدة ويظهر فيها منافقون وأمّا الكافر الميت إذا رؤي في أحسن حال وهيئة دل ذلك على ارتفاع أمر عقبه ولم يدل على حسن حاله عند اللهّ فإن رأى كأن الميت ضحك ثم بكى دل على أنه لم يمت مسلماً وكذلك لو رأى أنّ وجه الميت مسود لقوله تعالى (وأما الّذِيَن اسْوَدَّتْ وَجُوهُهمْ أكَفَرَتْمُ بَعْدَ إيْمَانِكُم) فإن رأى كأن على الميت ثياباً وسخة أو كأنّه مريض فإنّه مسؤول عنِ دينه فيما بينه وبين الله تعالى خاصة دون الناس
-ومن رأى الميت مشغولاً أو متبعا فذلك شغله بما هو فيه فإن رأى كأنّ جده وجدته قد حييا فإنّ ذلك حياة الجد والبخت فإن رأى كأنّ أمه قد حييت أتاه الفرج من هم هو فيه وكذلك إن رأى أباه قد حيي إلا أن رؤية الأب أقوى فإن رأى أن ابناً له قد حيي ظهر له عدو
من حيث لا يحتسب فإن رأى أنّ ابنة له ميتة قد عاشت أتاه الفرح
-ومن رأى كأن أخاً له ميتاً قد عاش فإنّه يقوى من بعد ضعف لقوله تعالى (أشددْ بهِ أزْرِي)
-ومن رأى أختاً له ميتة قد عاشت فإنّه قدوم غائب له من سفر وسرور يأتيه لقوله تعالى (وَقَالَتْ لأخْتِهِ قُصِّيه فَبَصُرَتْ به على جُنُبٍ) فإن رأى خاله أو خالته قد عاش فإنّه يعود اليه شئ قد خرج من يده
-ومن رأى كأنّه أحيا ميتاً فإنّه يسلم على يديه كافر أو يتوب فاسق فإن رأى في محلته نسوة ميتات معروفات قد قمن من موضعه مزينات فإنه يحيا لأصحاب الرؤيا ولأعقاب أولئك النسوة أمور على قدر جمالهن أو ثيابهن فإن كانت ثيابهن بيضاء فإنه أمور في الدين وإن كانت حمراء فأمور في اللهو وإن كانت سوداء ففي الغنى والسؤدد وان كانت خلقة فإنّها أمور في فقر وهم وإن كانت وسخة فإنّها تدل على كسب الذنوب فإن رأى ميتاً كأنّه نائم فإنّ نومه راحته في الاخرة فمن رأى كأنّه نام في فراش مع ميت فإنّه يطول عمره فإن رأى ميتاً كأنه يصلي في غير موضع صلاته الذي كان يصلي فيه أيام حياته فتأويلها أنه وصل إليه ثواب عمل كأنه يعمله في حياته أو ثواب وقف قد وقفه وتصدق به فإن كان الميت والياً فإنّ عقبه ينالون مثل ولايته فإن رأى كأنّه صلى في موضع كان يصلي فيه أيام حياته دل ذلك على صلاح دين عقب الميت لأنّ
الميت قد انقطع عن العمل لنفسه فإن رأى كأنّ ميتاً يصلي بالأحياء فإنّه تقصر أعمار أولئك الأحياء لأنّهم اتبعوا الموتى فإن رأى كأنه يتبع الميت ويقفو أثره في دخوله وخروجه فإنّه يقتدي بأفعاله من الصلاح والفساد فإن رأى ميتاً في مسجد دل على أمنه من العذاب لأنّ المسجد أمن فإن رأى ميتاً يشتكي رأسه فهو مسؤول عن تقصيره في أمر والديه أو رئيسه فإن كان يشتكي عنقه فهو مسؤول عن تضييع ماله أو منعه صداق امرأته فإن كان يشتكي يده فهو مسؤول عن أخيه وأخته أو شريكه أو يمين حلف بها كاذباً وإن كان يشتكي جنبه فهو مسؤول عن حق المرأة فإن كان يشتكي بطنه فهو مسؤول عن الوالد والأقرباء وعن ماله فإن رأى أنّه يشتكي رجله فهو مسؤول عن انفاقه رآه ماله في غير رضا اللهّ فإن يشتكي فخذه فهو مسؤول عن عشيرته وقطع رحمه فإن رآه يشتكي ساقيه فهو مسؤول عن إفنائه حياته في الباطل
-ومن رأى كأن ميتاً ناداه من حيث لا يراه فأجابه وخرج معه بحيث لا يقدر أن يمتنع منه فإنّه يموت في مثل مرض ذلك الميت الذي ناداه أو في مثل سبب موته من هدم أو غرق أو فجأة كذلك لو رأى أنه تابع ميتاً فدخل معه داراً مجهولة ثم لم يخرج منها فإنه يموت فإن رأى كأن الميت يقول له أنت تموت وقت كذا فقوله حق فإن رأى كأنه اتبع ميتاً ولم يدخل معه
داراً أو دخل ثم انصرف فإنّه يشرف على الموت ثم ينجو فإن رأى كأنّه يسافر مع ميت فإنّه يلتبس عليه أمره فإن رأى الميت أعطاه شيئاً من محبوب الدنيا فهو خير يناله من حيث لا يرجو فإن كان الميت أعطاه قميصاً جديداً أو نظيفاً فإنّه ينال معيشة مثل معيشته أيام حياته فإن رأى كأنّه أعطاه طيلساناً فإنّه يصيب جاهاً مثل جاهه فإن أعطاه ثوباً خلقاً فإنه يفتقر فإن أعطاه ثوباً وسخاً فإنّه يرتكب الفواحش فإن أعطاه طعاماً فإنّه يصيب رزقاً شريفاً من حيث لا يحتسب
-ومن رأى كأن الميت أعطاه عسلاً نال غنيمة من حيث لا يرجو
-ومن رأى كأنه أعطاه بطيخاً أصابه هم لم يتوقعه فإن رأى كأن الميت يعظه أو يعلمه علماً فإنّه يصيب صلاحاً في دينه بقدر ذلك فإن رأى كأنه أعطى الميت كسوة ولم ينشرها ولم يلبسها فإنّه ضرر في ماله أو مرض ولكنه يشفى فإن رأى كأنّه نزع كسوة حتى يلبسها الميت فخرجت الكسوة من ملك الحي فإنه يموت وإن لم تخرج الكسوة من ملكه وناولها ليخيطها أو ليعملها لم يضره ذلك وكل شئ يرى الحي أنّه أعطاه للميت فإنّه غير محبوب إلار في مسئلتين إحداهما إذا رأى كأنّه أعطى الميت بطيخاً فإنّه يذهب همه من حيث لا يحتسب والثانية أنّه رأى أنه أعطى عمه أو عمته بعد موتهما في منامه فإنه يلزمه
غرم ونفقة فإن رأى كأنّ ميتاً سلم عليه دل على حسن حاله عند الله عزّ وجلّ فإن رأى كأنّه أخذ بيده فإنه يقع في يده مال من وجه مأيوس منه فإن رأى الميت كأنّه عانقه معانقة مودّة طال عمره فإن رأى كأنه عانقه معانقة ملازمة أو منازعة فلا تحمد رؤياه فإن رأى كأنه يكلم الميت عاش طويلاً وتدل هذه الرؤيا على أن صاحبها يصالح قوماً بعد المنازعة فإن رأى كأنّه يقبل ميتا مجهولا نال مالاً من حيث لايحتسب فإن قبل ميتاً معروفاً فإنّه ينتفع من الميت بعلمه أو ماله فإن رأى كأنّ ميتاً معروفاً قبله نال من عقبه خيراً فإن رأى ميتاً مجهولاً قبله فهو قبوله الخير من موضع لا يرجوه فإن رأى ميتاً اشترى طعاما فإنه يغلوا ويعز ذلك الطعام فإن رأى كأن الأموات يبيعوِن طعاماً أو متاعاً كسد ذلك الطعام والمتاع فإن وجد الحي بين الطعام إنساناَ ميتاً أو فأرة ميتة أو دابة ميتة فإنّه يفسد ذلك الطعام والمتاع وإن رأى كأنه ينكح ميتاً مجهولاً في قبر فإنّه يزني فإن رأى كأنّه نكحه فأمنى فإنّه يخالط رجلاً شريراً منافقاً ويغرم عليه مالاً فإن رأى كأنّه ينكح ميتاً معروفاً رجلا كان أو امرأة فإنّه يظفر بحاجة قد أيس منها فإن رأى أنه نكح رجلاً صديقاً أصاب عقبه من الفاعل خيراً فإن كان المنكوح عدواً فإن الفاعل يظفر بعقب ذلك الميت فإن رأى أنه
ينكح ذا حرمة من الموتى فإن الناكح يصل المنكوح بصدقة أو دعاء أو يصل عقبه منه خير وقيل إنّه يقدم على حرام فإن رأى كأنّ ميتاً معروفاً نكحه أصابه نفع من علمه أو ماله فإن رأى كأنّ امرأة ميتة حييت فنكحها وأصابه من مائها فإنّه يظفر بحاجته وينفق فيها مالاً بطيب نفس وينال ولاية مستأنفة وتجارة رابحة فإن تزوج بامرأة ميتة ورأى أنّها حية وحولها إلى منزله فإنه يعمل عملا يندم عليه فإن وطئها وتلطخ من مائها فإنّه نادم من عمل في خسران وهم وتحمد عاقبته وينال خيراً بقدر ما أصابه من مائها آخر الأمر فإن رأى كأنّه تزوج بامرأة ميتة ورأى أنّها حية ودخل بها ولم يمسكها لكنه تحول إلى دارها واستوطنها دلت رؤياه على موته وكذلك رؤيا المرأة جارية مجرى رؤيا الرجل في كل ذلك (قال الأستاذ أبو سعيد) رحمه الله الأصل في رؤيا الميت والله أعلم أنك إذا رأيت ميتاً في منامك يعمل شيئاً حسناً فإنّه يحثك على فعل ذلك وإذا رأيته يعمل عملاً سيئاً فإنّه ينهاك عن فعله ويدلّك على تركه
-ومن رأى كأنه نبش قبر ميت فإنّه يبحث عن سيرة ذلك الميت في حال حياته ديناً ودنيا ليسير بمثل سيرته فإن رأى الميت حياً في قبره نال براً وحكمة ومالاً حلالاً وإن وجد ميتاً في قبره فلا يصفو ذلك المال قال بعضهم من رأى كأنّه أتى المقابر فنبش عنها فوجدهم أحياء وأمواتا
فإنه يدل على وقوع موت ذريع في تلك الناحية أو البلدة والله أعلم ومن هذا الباب مسائل كثيرة تجئ في الباب الثامن والثلاثين والتاسع والثلاثين فمن أحبها فليطلبها هناك.