ما جاء في العذرة والسلفاغ

وعن جابر بن عبد الله أن امرأة دخلت على عائشة بابن لها وبه العذرة وقد أعلقت عنه وأنفه يسيل دما فدخل رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فرآه فقال: " ويلكن لا تقتلن أولادكن
[بأعلاق. أيتكن أصاب] ولدها من العذرة أو من وجع برأسه فتأخذ كستا هنديا وشيئا من الحبة السوداء فلتحكه بشيء من زيت ثم تسعطه إياه " فأمر رسول الله [صلى الله عليه وسلم] عائشة ففعلت ذلك [فبرئ] .
وعن أم الغلامين قالت: سقطت بابني عذرة فجئت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فقلت: يا رسول الله إن بابني عذرة، أبا علق عنهما؟
قال: " لا ولكن أسعطيهما بالحبة السوداء وبالكست المر وبالزيت و [تؤكلن] ".
قالت: فذهبت فلم تغدر لي نفسي حتى أعلقت عنهما فقضى أن ماتا فسيحتهما، ثم ذهبت إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فأعلمته بموتهما وبالذي فعلت فقالت: يا رسول الله مصيبتي بمعصيتي لله ورسوله أشد من مصيبتي بابني.
فقال لها: " أنت والدة لا جناح عليك ".
قالت: وألفيت عنده نساء من المهاجرين والأنصار فقال: " يا معشر النساء لا تعلقن على أولادكن فإنه قتل السر، ولكن أسعطن بالحبة السوداء وبالكست المر وبالزيت وتؤكلن ".
قال عبد الملك:
فسألت قدامة عن علاج ذلك فقال لي: تأخذ سبع حبات من الحبة السوداء - وهي القرح الذي يجعل في الخبز - فتجعلها في شيء من زيت، ثم تسهكها سهكا حتى تنماع، ثم تأخذ عويدا من كست مر [فتسهكه] في ذلك الزيت سهكا فتقبل به وتدبر
حتى مات منه ما مات، ثم تقطره في منخريه وإن كان ذلك في الصيف في شدة الحر فليكن ذلك بشيء من لبن امرأة وهو رد فإنه بارد.
قال لي قدامة: وتفسير الأعلاق أن تحدد الحديدة أو العود حتى كدح السهم، ثم يحدد طرفه شديدا، ثم يدخل الحلق واللهات حيث العذرة فيبط به حتى يسيل الدم. والعذرة شبيه السلفاغ.