البدو

Submitted by مشمش on جمعة, 06/11/2010 - 00:00

تطلق كلمة "بدوي" يسكنون الدال في حضرموت على أفراد القبائل، مقابل كلمة المزارع المستقر (الحراث) بالمصطلح المحلي. وهذا التقسيم وان كان في جانب منه اجتماعي - اقتصادي، إلا انه ومن جانب آخر تقسيم عرقي يعتمد على النسب، فالقبيلة البدوية وان استقرت وعملت في فلاحة الأرض تبقى ضمن التقسيم بدوية.

وتنقسم القبائل البدوية في حضرموت حسب نظامها الاقتصادي - الاجتماعي إلى قبائل رحل، تتمثل فيها كافة جوانب البداوة، وهي قبائل شمال حضرموت المتاخمة لصحراء الربع الخالي كآل كثير والمناهيل والعوامر والصيعر والكرب ونهد. وقبائل نصف رحل، وتعيش في الهضبة الوسطى في حضرموت كقبائل سيبان ونوَّح والحموم وغيرها.

ولاشك أن الطبيعة النباتية والزراعية في حضرموت وأوديتها ساهمت في نشوء اتجاهات اجتماعية واقتصادية بين سكانها، فدفعت أبناء القبائل الساكنة أطراف الصحراء إلى التوغل في الصحاري، واعتماد النظام البدوي الكامل، بينما دفعت القبائل الجبلية والمستقرة وبعض فئات الحضر إلى الهجرة التجارية نحو مراكز النشاط الاقتصادي البعيدة والقريبة، ولعل تطور وسائل النقل البحري في المحيط الهندي ساعد على اتجاه قبائل حضرموت الجبلية نحو المناطق الغنية كالهند وإندونيسيا، وساهم في الوقت نفسه في كسر دورة الانتقال نحو البداوة لهذه القبائل.

وليست حضرموت حديثة عهد بالبداوة، فقد ظهر الأعراب كإحدى الفئات المؤثرة في موازين القوى خلال فترة مملكة حضرموت القديمة (جواد ج 2 ص 149) (مختارات بافقيه ص 212) واعتبر بعض الجغرافيين المسلمين حضرموت صقعاً تغلب عليه البداوة الشديدة.