باب ذكر ما جاء في تعشير المصاحف وتخميسها ورسم فواتح السور ورؤوس الآي ومن كره ذلك ومن ترخص فيه من العلماء

باب ذكر ما جاء في تعشير المصاحف وتخميسها ورسم فواتح السور ورؤوس الآي ومن كره ذلك ومن ترخص فيه من العلماء
حدثنا خلف بن إبراهيم المقرىء قال أنا أحمد بن محمد قال أنا علي بن عبد العزيز قال أنا القاسم بن سلام قال أنا أبو بكر بن عياش قال أنا أبو حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبد الله أنه كره التعشير في المصحف
قال الحافظ انا خلف بن إبراهيم قال انا أحمد بن محمد قال أنا علي قال أنا أبو عبيد قال أنا عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبد الله انه كان يحك التعشير من المصحف
قال الحافظ أخبرنا خلف بن إبراهيم قال أنا أحمد بن محمد قال نا علي قال نا القاسم قال أنا عبد الرحمن عن سفيان عن ليث عن مجاهد انه كره التعشير والطيب في المصحف
قال الحافظ حدثني أبو محمد عبد الملك بن الحسن قال أنا عبد العزيز بن الفرح قال أنا المقدام بن داود قال أنا عبد الله بن عبد الحكم قال أنا أشهب سمعت مالكا وسئل عن العشور التي تكون في المصحف بالحمرة وغيرها من

الألوان فكره ذلك وقال تعشير المصحف بالحبر لا بأس به وسئل عن المصاحف يكتب فيها خواتم السور في كل سورة ما فيها من آية فقال إني أكره ذلك في أمهات المصاحف أن يكتب فيها شيء أو تشكل فأما ما يتعلم فيه الغلمان من المصاحف فلا أرى بذلك بأسا قال أشهب ثم أخرج إلينا مصحفا لجده كتبه إذ كتب عثمان المصاحف فرأينا خواتمه من حبر على عمل السلسلة في طول السطر ورأيته معجوم الآي بالحبر
قال الحافظ أخبرنا فارس بن أحمد قال أنا أحمد بن محمد قال أنا أحمد ابن عثمان قال أنا الفضل بن شاذان قال أنا أحمد بن يزيد قال أنا العباس بن وليد قال أنا فديك من أهل قيسارة قال أنا الأوزاعي قال سمعت قتادة يقول بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا
قال الحافظ أخبرنا الخاقاني قال أنا أحمد المكي قال أنا علي قال أنا القاسم قال أنا يزيد عن هشام عن ابن سيرين أنه كان يكره الفواتح والعواشر التي فيها قاف وكاف
قال الحافظ أخبرنا فارس بن أحمد قال أنا أحمد بن محمد قال أنا أبو بكر الرازي قال أنا الفضل قال أنا محمد بن عيسى قال أنا إبراهيم بن موسى قال أنا الوليد بن مسلم قال أنا الأوزاعي قال سمعت يحيى بن أبي كثير يقول كان القرآن مجردا في المصاحف فأول ما أحدثوا فيه النقط على التاء والياء وقالوا لا بأس به وهو نور له ثم أحدثوا فيه نقطا عند منتهى الآي ثم أحدثوا فيه الفواتح

والخواتم
قال الحافظ أخبرنا الخاقاني قال أنا أحمد المكي قال أنا علي قال أنا أبو عبيد قال أنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال ما كانوا يعرفون شيئا مما أحدث في هذه المصاحف إلا هذه النقط الثلاث عند رؤوس الآيات
قال الحافظ اخبرنا خلف بن أحمد بن هاشم قال أنا زياد بن عبد الرحمن قال أنا محمد بن يحيى بن حميد قال أنا محمد بن يحيى بن سلام قال أنا أبي قال حدثني حماد بن سلمة عن أبي حمزة قال رأى إبراهيم النخعي في مصحفي فاتحة سورة كذا وكذا وفاتحة سورة كذا وكذا فقال لي امحه فإن عبد الله بن مسعود قال لا تخلطوا في كتاب الله ما ليس فيه
قال الحافظ أخبرنا خلف بن إبراهيم قال أنا أحمد بن محمد قال أنا علي قال أنا القاسم قال أنا يحيى بن سعيد عن أبي بكر السراج قال قلت لأبي رزين أأكتب في مصحفي سورة كذا وكذا قال إني أخاف أن ينشأ قوم لا يعرفونه فيظنوا أنه من القرآن
قال الحافظ وهذه الأخبار كلها تؤذن بأن التعشير والتخميس وفواتح السور ورؤوس الآي من عمل الصحابة رضوان الله عليهم فأداهم إلى عمله الاجتهاد وأرى أن من كره ذلك منهم ومن غيرهم إنما كره أن يعمل بالألوان كالحمرة والصفرة وغيرهما لا أن لا يعمل أصلا على أن المسلمين في سائر الآفاق قد أطبقوا على جواز ذلك واستعمالهم في الأمهات وغيرها والجرح والخطأ مرتفعان عنهم في ما أطبقوا عليه إن شاء الله تعالى