ما جاء في الإثمد وعلاج البصر

قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم] : " عليكم بالإثمد فاكتحلوا به عند منامكم فإنه خير أكحالكم وهو يجلو البصر ويذهب القذى وينبت الشعر ويجف الدمع ".
وكانت لرسول الله [صلى الله عليه وسلم] محكلة فيها إثمد يكتحل منها عند النوم. وسمع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يقول: " [الكمأة] من المن وماؤها شفاء للعين ".
قال عبد الملك:
تعصر وهي رطبة ثم يرفع ويكتحل به من اشتكى عينه من الرمد وغيره، وكانوا يكرهون أكل الحلاوة، وأكل التمر والرطب لصاحب الرمد. وقال ابن المنكدر: لم ير لكاتب ولا لعامل أي شيء خير لبصره من النظر إلى الخضرة.
وسئل مالك عن الضرير البصر يقدح الماء من عينه فيمكث أربعين ليلة أو أقل من ذلك أو أكثر لا يصلي إلا إيماء برأسه فقال: أكره ذلك.
ولما نزل الماء في عين ابن عباس أتاه طبيب قال: أنا أقدح الماء من عينك وتستلقي على ظهرك أربعين يوما يرجع إليك بصرك، فكره ذلك ابن عباس وقال: ما كنت لأشتري [بصري] بترك صلاتي.
ومثل هذا عن ابن الماجشون حرفا بحرف.
قال عبد الملك:
فأقام محجوب البصر حتى مات.
قال عبد الملك:
قال مالك: ولو كان إنما يستلقي من قدح الماء من عينيه اليوم الواحد ونحوه لرأيت ذلك خفيفا، ولو استطاع أن يصلي جالسا يومئ برأسه في الركوع والسجود في الأربعين ليلة لم أر بذلك بأسا. وعن أبي مليكة أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قال: " من أخذ من شاربه وقلم أظفاره يوم الجمعة عوفي من الجنون والجذام والبرص وإن فيكمه إلى الجمعة الأخرى وزاد غيره وإن أدرك الرجال لم يسلط عليه ".
وكان الوليد بن عبد الملك يأمر بنيه ألا يقلموا أظفارهم إلا يوم الخميس والسبت ويقول: ذكر لي أن من فعل ذلك لم يصبه رمد ما لزم فعل ذلك.
وعن حبيب بن سلمة أنه قال: ما رمدت عيني ولا جربت وذلك أني لم أجد حكاكا بعيني ولا جلدي إلا مسحتهما بريقي.