نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة المؤمنون آية 51
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ

التفسير الميسر يا أيها الرسل كلوا من طيب الرزق الحلال، واعملوا الأعمال الصالحة، إني بما تعملون عليم، لا يخفى عليَّ شيء من أعمالكم. والخطاب في الآية عام للرسل- عليهم السلام- وأتباعهم، وفي الآية دليل على أن أكل الحلال عون على العمل الصالح، وأن عاقبة الحرام وخيمة، ومنها رد الدعاء.

تفسير الجلالين
51 - (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات) الحلالات (واعملوا صالحا) من فرض ونفل (إني بما تعملون عليم) فأجازيكم عليه

تفسير القرطبي
فيه ثلاث مسائل: الأولى: ‏روى الصحيح عن أبي هريرة‏‏ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال ‏{‏يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم‏} ‏وقال تعالى ‏{‏يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم‏}‏ - ثم ذكر - الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك‏)‏‏.
‏ الثانية: قال بعض العلماء‏:‏ والخطاب في هذه الآية للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه أقامه مقام الرسل؛ كما قال ‏{‏الذين قال لهم الناس‏}‏ يعني نعيم بن مسعود‏.
‏ وقال الزجاج‏:‏ هذه مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم، ودل الجمع على أن الرسل كلهم كذا أمروا؛ أي كلوا من الحلال‏.
‏ وقال الطبري‏:‏ الخطاب لعيسى عليه السلام؛ روي أنه كان يأكل من غزل أمه‏.
‏ والمشهور عنه أنه كان يأكل من بقل البرية‏.
‏ ووجه خطابه لعيسى ما ذكرناه من تقديره لمحمد صلى الله عليه وسلم تشريفا له‏.
‏ وقيل‏:‏ إن هذه المقالة خوطب بها كل نبي؛ لأن هذه طريقتهم التي ينبغي لهم الكون عليها‏.
‏ فيكون المعنى‏:‏ وقلنا يا أيها الرسل كلوا من الطيبات؛ كما تقول لتاجر‏:‏ يا تجار ينبغي أن تجتنبوا الربا؛ فأنت تخاطبه بالمعنى‏.
‏ وقد اقترن بذلك أن هذه المقالة تصلح لجميع صنفه، فلم يخاطبوا قط مجتمعين صلوات الله عليهم أجمعين، وإنما خوطب كل واحد في عصره‏.
‏ قال الفراء‏:‏ هو كما تقول للرجل الواحد‏:‏ كفوا عنا أذاكم‏.
‏ الثالثة: سوى الله تعالى بين النبيين والمؤمنين في الخطاب بوجوب أكل الحلال وتجنب الحرام، ثم شمل الكل في الوعيد الذي تضمنه قوله ‏{‏إني بما تعملون عليم‏} ‏صلى الله على رسله وأنبيائه‏.
‏ وإذا كان هذا معهم فما ظن كل الناس بأنفسهم‏.
‏ وقد مضى القول في الطيبات والرزق في غير موضع، والحمد لله‏.
‏ وفي قوله عليه السلام ‏(‏يمد يديه‏)‏ دليل على مشروعية مد اليدين عند الدعاء إلى السماء؛ وقد مشى الخلاف في هذا والكلام فيه والحمد لله‏.
‏ وقوله عليه السلام ‏(‏فأنى يستجاب لذلك‏)‏ على جهة الاستبعاد؛ أي أنه ليس أهلا لإجابة دعائه لكن يجوز أن يستجيب الله له تفضلا ولطفا وكرما‏.

تفسير ابن كثير يأمر تعالى عباده المرسلين عليهم الصلاة والسلام أجمعين بالأكل من الحلال، والقيام بالصالح من الأعمال، فدل هذا على أن الحلال عون على العمل الصالح، فقام الأنبياء عليهم السلام بهذا أتم القيام، وجمعوا بين كل خير قولاً وعملاً ودلالة ونصحاً، فجزاهم اللّه عن العباد خيراً، قال الحسن البصري في قوله: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات} قال: أمَا واللّه ما أمركم بأصفركم ولا أحمركم ولا حلوكم ولا حامضكم، ولكن قال: انتهوا إلى الحلال منه. وقال سعيد بن جبير والضحاك {كلوا من الطيبات}: يعني الحلال، وكان عيسى ابن مريم يأكل من غزل أمه، وفي الصحيح: (وما من نبي إلا رعى الغنم) قالوا: وأنت يا رسول اللّه؟ قال: (نعم وأنا كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة)، وفي الصحيح: (إن داود عليه السلام كان يأكل من كسب يده)، وقد ثبت عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (يا أيها الناس إن اللّه طيِّب لا يقبل إلا طيباً، وإن اللّه أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم}، وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجابه لذلك) ""رواه مسلم والترمذي والإمام أحمد واللفظ له""؟! وقوله: {وإن هذه أمتكم أمة واحدة} أي دينكم يا معشر الأنبياء دين واحد، وملة واحدة، وهو الدعوة إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له، ولهذا قال: {وأنا ربكم فاتقون}، وقوله: {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} أي الأمم التي بعثت إليهم الأنبياء {كل حزب بما لديهم فرحون} أي يفرحون بما هم فيه من الضلال لأنهم يحسبون أنهم مهتدون، ولهذا قال متهدداً لهم ومتوعداً {فذرهم في غمرتهم} أي في غيهم وضلالهم {حتى حين} أي إلى حين هلاكهم، كما قال تعالى: {فمهل الكافرين أمهلهم رويدا}، وقال تعالى: {ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون}. وقوله تعالى: {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون } يعني أيظن هؤلاء المغرورون أن ما نعطيهم من الأموال والأولاد، لكرامتهم علينا ومعزتهم عندنا، كلا ليس الأمر كما يزعمون في قولهم {نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين} لقد أخطأوا في ذلك وخاب رجاؤهم، بل إنما نفعل بهم ذلك استدرجاً وإنظاراً وإملاءً، ولهذا قال: {بل لا يشعرون}، كما قال تعالى: {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد اللّه ليعذبهم بها في الحياة الدنيا} الآية، وقال تعالى: {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما}، وقال تعالى: {وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا} الآية، والآيات في هذا كثيرة. قال قتادة: مكر واللّه بالقوم في أموالهم وأولادهم، يا ابن آدم فلا تعتبر الناس بأموالهم وأولادهم ولكن اعتبرهم بالإيمان والعمل الصالح، وعن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إن اللّه قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن اللّه يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب، فمن أعطاه اللّه الدين فقد أحبه، والذي نفس محمد بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه) قالوا: وما بوائقه يا رسول اللّه؟ قال: (غشه وظلمه، ولا يكسب عبد مالاً حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن اللّه لا يمحو السيء بالسيء، ولكن يمحو السيء بالحسن، وإن الخبيث لا يمحو الخبيث) ""أخرجه الإمام أحمد في المسند عن ابن مسعود مرفوعاً"".

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি