نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة المؤمنون آية 103
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ

التفسير الميسر ومن قَلَّتْ حسناته في الميزان، ورجحت سيئاته، وأعظمها الشرك، فأولئك هم الذين خابوا وخسروا أنفسهم، في نار جهنم خالدون.

تفسير الجلالين
103 - (ومن خفت موازينه) بالسيئات (فأولئك الذين خسروا أنفسهم) فهم (في جهنم خالدون)

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ،ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون} تقدم الكلام فيهما.
قوله تعالى: {تلفح وجوههم النار}ويقال {تنفح}بمعناه؛ ومنه {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك} [الأنبياء- 46].
إلا أن {تلفح}أبلغ بأسا؛ يقال : لفحته النار والسموم بحرها أحرقته.
ولفحته بالسيف لفحة إذا ضربته به [ضربة] خفيفة.
{وهم فيها كالحون}قال ابن عباس : عابسون.
وقال أهل اللغة : الكلوح تكشر في عبوس.
والكالح : الذي قد تشمرت شفتاه وبدت أسنانه.
قال الأعمش : وله المقدم لا مثل له ** ساعة الشدق عن الناب كلح وقد كلح الرجل كلوحا وكلاحا.
وما أقبح كلحته؛ يراد به الفم وما حواليه.
ودهر كالح أي شديد.
وعن ابن عباس أيضا {وهم فيها كالحون}يريد كالذي كلح وتقلصت شفتاه وسال صديده.
وقال ابن مسعود : ألم تر إلى الرأس المشيط بالنار، وقد بدت أسنانه وقلصت شفتاه.
وفي الترمذي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (وهم فيها كالحون - قال - تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبل وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته) قال : هذا حديث حسن صحيح غريب.

تفسير ابن كثير يخبر تعالى أنه إذا نفخ في الصور نفخة النشور، وقام الناس من القبور {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} أي لا تنفع الإنسان يومئذ قرابة ولا يرثي والد لولده ولا يلوي عليه، قال اللّه تعالى: {ولا يسأل حميم حميما يبصّرونهم} أي لا يسأل القريب قريبه وهو يبصره، ولو كان عليه من الأوزار ما قد أثقل ظهره، ولو كان أعز الناس عليه في الدنيا ما التفت إليه ولا حمل عنه وزن جناح بعوضة، قال اللّه تعالى: {يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه} الآية. وقال ابن مسعود: إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الأولين والآخرين ثم نادى مناد: ألا من كان له مظلمة فليجيء فليأخذ حقه، قال: فيفرح المرء أن يكون له الحق على والده أو ولده أو زوجته وإن كان صغيراً، ومصداق ذلك في كتاب اللّه، قال اللّه تعالى: {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} ""أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن مسعود"". وروى الإمام أحمد عن المسور بن مخرمة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (فاطمة بضعة مني يغيظني ما يغيظها وينشطني ما ينشطها، وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وصهري)؛ وهذا الحديث له أصل في الصحيحين: (فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها ويؤذيني ما آذاها). وقد ذكرنا في مسند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من طرق متعددة عنه رضي اللّه عنه أنه لما تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهما قال: أما واللّه ما بي إلا أني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: (كل سبب ونسب فإنه منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي) ""رواه الطبراني والبزار والبيهقي والحافظ الضياء في المختارة وذكر أنه أصدقها أربعين ألفاً إعظاماً وإكراماً""، وروى الحافظ ابن عساكر عن ابن عمر قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري). وقوله تعالى: {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون} أي من رجحت حسناته على سيئاته ولو بواحده، قال ابن عباس {فأولئك هم المفلحون} أي الذين فازوا فنجوا من النار وأدخلوا الجنة، {ومن خفت موازينه}: أي ثقلت سيئاته على حسناته {فأولئك الذين خسروا أنفسهم} أي خابوا وهلكوا وباءوا بالصفقة الخاسرة. عن أنس بن مالك يرفعه قال: إن للّه ملكاً موكلاً بالميزان فيؤتى بابن آدم فيوقف بين كفتي الميزان، فإن ثقل ميزانه نادى ملك بصوت يسمعه الخلائق: سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبداً، وإن خفّ ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق: شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً ""رواه الحافظ البزار وفي إسناده ضعف"". وقال تعالى: {في جهنم خالدون} أي ماكثون فيها دائمون مقيمون فلا يظعنون {تلفح وجوههم النار}، كما قال تعالى: {وتغشى وجوههم النار}، وقال تعالى: {لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم} الآية. عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (إن جهنم لما سيق لها أهلها، تلقّاهم لهبها ثم تلفحهم لفحة فلم يبق لهم لحم إلا سقط على العرقوب) ""أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي هريرة"". وعن أبي الدرداء رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في قول اللّه تعالى: {تلفح وجوههم النار} قال: تلفحهم لفحة تسيل لحومهم على أعقابهم ""أخرجه ابن مردويه عن أبي الدرداء"". وقوله تعالى: {وهم فيها كالحون} قال ابن عباس: يعني عابسون، وقال ابن مسعود {وهم فيها كالحون} قال: ألم تر إلى الرأس المشيط الذي قد بدا أسنانه وقلصت شفتاه، وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: ({وهم فيها كالحون} قال تشويه النار، فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سرته) ""أخرجه أحمد والترمذي، وقال الترمذي: حسن غريب"".

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি