نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الرحمن آية 44
يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ

التفسير الميسر يقال لهؤلاء المجرمين -توبيخًا وتحقيرًا لهم-: هذه جهنم التي يكذِّب بها المجرمون في الدنيا: تارة يُعذَّبون في الجحيم، وتارة يُسقون من الحميم، وهو شراب بلغ منتهى الحرارة، يقطِّع الأمعاء والأحشاء.

تفسير الجلالين
44 - (يطوفون) يسعون (بينها وبين حميم) ماء حار (آن) شديد الحرارة يسقونه إذا استغاثوا من حر النار وهو منقوص كقاض

تفسير القرطبي
قوله تعالى‏: {‏يعرف المجرمون بسيماهم‏}‏ قال الحسن‏:‏ سواد الوجه وزرقة الأعين، قال الله تعالى: ‏{‏ونحشر المجرمين يومئذ زرقا‏}‏ [طه‏:‏102‏]‏ وقال تعالى‏{‏يوم تبيض وجوه وتسود وجوه‏} [‏آل عمران‏:‏106‏]‏‏.
‏ ‏{‏فيؤخذ بالنواصي والأقدام‏}‏ أي تأخذ الملائكة بنواصيهم، أي بشعور مقدم رؤوسهم وأقدامهم فيقذفونهم في النار‏.
‏ والنواصي جمع ناصية‏.
‏ وقال الضحاك‏:‏ يجمع بين ناصيته وقدميه في سلسلة من وراء ظهره‏.
‏ وعنه‏:‏ يؤخذ برجلي الرجل فيجمع بينهما وبين ناصيته حتى يندق ظهره ثم يلقى في النار‏.
‏ وقيل‏:‏ يفعل ذلك به ليكون أشد لعذابه وأكثر لتشويهه‏.
‏ وقيل‏:‏ تسحبهم الملائكة إلى النار، تارة تأخذ بناصيته وتجره على وجهه، وتارة تأخذ بقدميه وتسحبه على رأسه‏.
‏ قوله تعالى: ‏{‏هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون‏}‏ أي يقال لهم هذه النار التي أخبرتم بها فكذبتم‏.
‏ ‏{‏يطوفون بينها وبين حميم آن‏}‏ قال قتادة‏:‏ يطوفون مرة بين الحميم ومرة بين الجحيم، والجحيم النار، والحميم الشراب‏.
‏ وفي قوله تعالى‏: {‏آن‏}‏ ثلاثة أوجه، أحدها أنه الذي انتهى حره وحميمه‏.
‏ قال ابن عباس وسعيد بن جبير والسدي، ومنه قول النابغة الذبياني‏:‏ وتخضب لحية غدرت وخانت ** بأحمر من نجيع الجوف آن قال قتادة: ‏{‏آن‏}‏ طبخ منذ خلق الله السماوات والأرض، يقول‏:‏ إذا استغاثوا من النار جعل غياثهم ذلك‏.
‏ وقال كعب: ‏{‏آن‏}‏ واد من أودية جهنم يجتمع فيه صديد أهل النار فيغمسون بأغلالهم فيه حتى تنخلع أوصالهم، ثم يخرجون منها وقد أحدث الله لهم خلقا جديدا فيلقون في النار، فذلك قوله تعالى: ‏{‏يطوفون بينها وبين حميم آن‏}‏‏.
‏ وعن كعب أيضا‏:‏ أنه الحاضر‏.
‏ وقال مجاهد‏:‏ إنه الذي قد آن شربه وبلغ غايته‏.
‏ والنعمة فيما وصف من هول القيامة وعقاب المجرمين ما في ذلك من الزجر عن المعاصي والترغيب في الطاعات‏.
‏ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتى على شاب في الليل يقرأ: ‏{‏فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان‏} [‏الرحمن‏:‏ 37‏]‏ فوقف الشاب وخنقته العبرة وجعل يقول‏:‏ ويحي من يوم تنشق فيه السماء ويحي‏!‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويحك يا فتى مثلها فو الذي نفسي بيده لقد بكت ملائكة السماء لبكائك

تفسير ابن كثير يقول تعالى: {فإذا انشقت السماء} يوم القيامة كما دلت عليه الآيات الواردة في معناها، كقوله تعالى: {وانشقت السماء فهي يومئذ واهية}، وقوله: {ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً}، وقوله: {إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت}، وقوله تعالى: {فكانت وردة كالدهان} أي تذوب كما يذوب الدُّردِي الدردي: ما يركد في أسفل كل مائع كالشراب والأدهان والفضة في السبك، وتتلون كما تتلون الأصباغ التي يدهن بها، فتارة حمراء وصفراء وزرقاء وخضراء، وذلك من شدة الأمر وهول يوم القيامة العظيم. عن أنَس بن مالك قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (يبعث الناس يوم القيامة والسماء تطش عليهم) ""رواه الإمام أحمد من حديث أنَس بن مالك قال الجوهري: الطش المطر الضعيف، وقال ابن عباس: {وردة كالدهان} كالأديم الأحمر، وعنه كالفرس الورد، وقال أبو صالح: كالبرذون الورد، ثم كانت بعد كالدهان، وقال الحسن البصري: تكون ألواناً، وقال السدي: تكون كلون البغلة الوردة، وتكون كالمهل كدردي الزيت، وقال مجاهد: {كالدهان} كألوان الدهان، وقال عطاء الخُراساني: كلون دهن الورد في الصفرة، وقال قتادة: هي اليوم خضراء ويومئذ لونها إلى الحمرة يوم ذي ألوان، وقال أبو الجوزاء، في صفاء الدهن، وقال ابن جريج: تصير السماء كالدهان الذائب، وذلك حين يصيبها حر جهنم، وقوله تعالى: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان}، وهذه كقوله تعالى: {هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون} فهذا في حال، و(ثَمَّ) في حال، يسأل الخلائق عن جميع أعمالهم، قال اللّه تعالى: {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون}، ولهذا قال قتادة {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان}، قال: قد كانت مسألة ثم ختم على أفواه القوم، وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، قال ابن عباس: لا يسألهم هل عملتم كذا وكذا لأنه أعلم بذلك منهم، ولكن يقول: لم عملتم كذا وكذا، فهذا قول ثان، وقال مجاهد في هذه الآية: لا تسأل الملائكة عن المجرمين بل يعرفون بسيماهم، وهذا قول ثالث، وكأن هذا بعد ما يؤمر بهم إلى النار فذلك الوقت لا يسألون عن ذنوبهم، بل يقادون إليها ويلقون فيها كما قال تعالى: {يعرف المجرمون بسيماهم} أي بعلامات تظهر عليهم، وقال الحسن وقتادة: يعرفون باسوداد الوجوه وزرقة العيون، قلت : وهذا كما يعرف المؤمنون بالغرة والتحجيل من آثار الوضوء. وقوله تعالى: {فيؤخذ بالنواصي والأقدام} أي يجمع الزبانية ناصيته مع قدميه ويلقونه في النار كذلك، وقال ابن عباس: يؤخذ بناصيته وقدميه فيكسر كما يكسر الحطب في التنور، وقال الضحّاك: يجمع بين ناصيته وقدميه في سلسلة من وراء ظهره، وقال السدي: يجمع بين ناصية الكافر وقدميه فتربط ناصيته بقدمه ويفتل ظهره، وقوله تعالى: {هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون} أي هذه النار التي كنتم تكذبون بوجودها، ها هي حاضرة تشاهدونها عياناً، يقال لهم ذلك تقريعاً وتوبيخاً وتحقيراً، وقوله تعالى: {يطوفون بينها وبين حميم آن} أي تارة يعذبون في الحجيم، وتارة يسقون من الحميم، وهو الشراب الذي هو كالنحاس المذاب يقطع الأمعاء والأحشاء، وهذه كقوله تعالى: {إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون}. وقوله تعالى: {آن} أي حار قد بلغ الغاية في الحرارة قال ابن عباس: قد انتهى غليه واشتد حرّه، وقال محمد بن كعب القرظي: يؤخذ العبد فيحرك بناصيته في ذلك الحميم، حتى يذوب اللحم ويبقى العظم والعينان في الرأس، وهي كالتي يقول اللّه تعالى: {في الحميم ثم في النار يسجرون} فقوله {حميم آن} أي حميم حار جداً، ولما كان معاقبة العصاة المجرمين، وتنعيم المتقين من فضله ورحمته، وكان إنذاره لهم عن عذابه وبأسه، مما يزجرهم عما هم فيه من الشرك والمعاصي، قال ممتناً بذلك على بريته: {فبأي آلاء ربكما تكذبان}؟

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি