نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الجن آية 12
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا

التفسير الميسر وأنا أيقنا أن الله قادر علينا، وأننا في قبضته وسلطانه، فلن نفوته إذا أراد بنا أمرًا أينما كنا، ولن نستطيع أن نُفْلِت مِن عقابه هربًا إلى السماء، إن أراد بنا سوءًا.

تفسير الجلالين
12 - (وأنا ظننا أن) مخففة من الثقيلة أنه (لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا) لا نفوته كائنين في الأرض أو هاربين منها في السماء

تفسير القرطبي
قوله تعالى {وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك} هذا من قول الجن، أي قال بعضهم لبعض لما دعوا أصحابهم إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، وإنا كنا قبل استماع القرآن منا الصالحون ومنا الكافرون.
وقيل {ومنا دون ذلك} أي ومن دون الصالحين في الصلاح، وهو أشبه من حمله على الإيمان والشرك.
{كنا طرائق قددا} أي فرقا شتى؛ قال السدي.
الضحاك : أديانا مختلفة.
قتادة : أهواء متباينة؛ ومنه قول الشاعر : القابض الباسط الهادي بطاعته ** في فتنة الناس إذ أهواؤهم قدد والمعنى : أي لم يكن كل الجن كفارا بل كانوا مختلفين : منهم كفار، ومنهم مؤمنون صلحاء، ومنهم مؤمنون غير صلحاء.
وقال المسيب : كنا مسلمين ويهود ونصارى ومجوس.
وقال السدي في قوله تعالى {طرائق قددا} قال : في الجن مثلكم قدرية، ومرجئة، وخوارج، ورافضة، وشيعة، وسنية.
وقال قوم : أي وإنا بعد استماع القرآن مختلفون : منا المؤمنون ومنا الكافرون.
أي ومنا الصالحون ومنا مؤمنون لم يتناهوا في الصلاح.
والأول أحسن؛ لأنه كان في الجن من آمن بموسى وعيسى، وقد أخبر الله عنهم أنهم قالوا {إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه} [الأحقاف : 30] وهذا يدل على إيمان قوم منهم بالتوراة، وكان هذا مبالغة منهم في دعاء من دعوهم إلى الإيمان.
وأيضا لا فائدة في قولهم : نحن الآن منقسمون إلى مؤمن وإلى كافر.
والطرائق : جمع الطريقة وهي مذهب الرجل، أي كنا فرقا مختلفة.
ويقال : القوم طرائق أي على مذاهب شتى.
والقدد : نحو من الطرائق وهو توكيد لها، واحدها : قدة.
يقال : لكل طريق قدة، وأصلها من قد السيور، وهو قطعها؛ قال لبيد يرثي أخاه أربد : لم تبلغ العين كل نهمتها ** ليلة تمسي الجياد كالقدد وقال آخر : ولقد قلت وزيد حاسر ** يوم ولت خيل عمرو قددا والقد بالكسر : سير يقد من جلد غير مدبوغ؛ ويقال : ماله قد ولا قحف؛ فالقد : إناء من جلد، والقحف : من خشب.
قوله تعالى {وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض} الظن هنا بمعنى العلم واليقين، وهو خلاف الظن في قوله تعالى {وأنا ظننا أن لن تقول}[الجن : 5]، {وأنهم ظنوا}[الجن : 7] أي علمنا بالاستدلال والتفكر في آيات الله، أنا في قبضته وسلطانه، لن نفوته بهرب ولا غيره.
و{هربا} مصدر في موضع الحال أي هاربين.

تفسير ابن كثير يقول تعالى مخبراً عن الجن {وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك} أي غير ذلك، {كنا طرائق قدداً} أي طرائق متعددة مختلفة وآراء متفرقة، قال ابن عباس ومجاهد {كنا طرائق قدداً} أي منا المؤمن ومنا الكافر، وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة العباس بن أحمد الدمشقي قال، سمعت بعض الجن وأنا في منزل لي بالليل ينشد: قلوب براها الحب حتى تعلقت ** مذاهبها في كل غرب وشارق تهيم بحب اللّه واللّه ربها ** معلقة باللّه دون الخلائق وقوله تعالى: {وأنا ظننا أن لن نعجز اللّه في الأرض ولن نعجزه هرباً} أي نعلم أن قدرة اللّه حاكمة علينا، وأنا لا نعجزه ولو أمعنا في الهرب، فإنه علينا قادر لا يعجزه أحد منا، {وأنا لّما سمعنا الهدى آمنا به} يفتخرون بذلك وهو مفخر لهم وشرف رفيع، وصفة حسنة، وقولهم: {فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً} قال ابن عباس وقتادة: فلا يخاف أن ينقص من حسناته أو يحمل عليه غير سيئاته، كما قال تعالى: {فلا يخاف ظلماً ولا هضماً}، {وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون} أي منا المسلم ومنا القاسط، وهو الجائر عن الحق الناكب عنه بخلاف المقسط، فإنه العادل، {فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً} أي طلبوا لأنفسهم النجاة، {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً} أي وقوداً تسعر بهم، {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً . لنفتنهم فيه} اختلف المفسرون في معنى هذا على قولين: أحدهما: وأن لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام، واستمروا عليها {لأسقيناهم ماء غدقاً} أي كثيراً، والمراد بذلك سعة الرزق كقوله تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}، وعلى هذا يكون معنى قوله: {لنفتنهم فيه} أي لنختبرهم من يستمر على الهداية ممن يرتد إلى الغواية، قال ابن عباس: {وأن لو استقاموا على الطريقة} يعني بالاستقامة: الطاعة، وقال مجاهد: يعني الإسلام ""وكذا قال سعيد بن جبير وعطاء والسدي وابن المسيب ومحمد بن كعب القرظي"". وقال قتادة: {وأن لو استقاموا على الطريقة} يقول: لو آمنوا كلهم لأوسعنا عليهم من الدنيا. قال مقاتل: نزلت في كفار قريش حين منعوا المطر سبع سنين. والقول الثاني {وأن لو استقاموا على الطريقة} الضلال {لأسقيناهم ماء غدقاً} أي لأوسعنا عليهم الرزق استدراجاً، كما قال تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء} وهذا من قول أبي مجلز، وحكاه البغوي عن الربيع، وزيد بن أسلم، والكلبي، وله اتجاه ويتأيد بقوله {لنفتنهم فيه}، وقوله: {ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذاباً صعداً} أي عذاباً مشقاً موجعاً مؤلماً، قال ابن عباس ومجاهد {عذاباً صعداً} أي مشقة لا راحة معها، وعن ابن عباس: جبل في جهنم.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি