نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الفجر آية 21
كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا

التفسير الميسر ما هكذا ينبغي أن يكون حالكم. فإذا زلزلت الأرض وكَسَّر بعضُها بعضًا، وجاء ربُّك لفصل القضاء بين خلقه، والملائكة صفوفًا صفوفًا، وجيء في ذلك اليوم العظيم بجهنم، يومئذ يتعظ الكافر ويتوب، وكيف ينفعه الاتعاظ والتوبة، وقد فرَّط فيهما في الدنيا، وفات أوانهما؟

تفسير الجلالين
21 - (كلا) ردع لهم عن ذلك (إذا دكت الأرض دكاً دكاً) زلزلت حتى يتهدم كل بناء عليها وينعدم

تفسير القرطبي
قوله تعالى {كلا} أي ما هكذا ينبغي أن يكون الأمر.
فهو رد لانكبابهم على الدنيا، وجمعهم لها؛ فإن من فعل ذلك يندم يوم تدك الأرض، ولا ينفع الندم.
والدك : الكسر والدق؛ وقد تقدم.
أي زلزلت الأرض، وحركت تحريكا بعد تحريك.
وقال الزجاج : أي زلزلت فدك بعضها بعضا.
وقال المبرد : أي ألصقت وذهب ارتفاعها.
يقال ناقة دكاء، أي لا سنام لها، والجمع دُكٌ.
وقد مضى في سورة [الأعراف] و [الحاقة] القول في هذا.
ويقولون : دك الشيء أي هدم.
قال : هل غير غار دك غارا فانهدم {دكا دكا} أي مرة بعد مرة؛ زلزلت فكسر بعضها بعضا؛ فتكسر كل شيء على ظهرها.
وقيل : دكت جبالها وأنشازها حتى استوت.
وقيل : دكت أي استوت في الانفراش؛ فذهب دورها وقصورها وجبالها وسائر أبنيتها.
ومنه سمي الدكان، لاستوائه في الانفراش.
والدك : حط المرتفع من الأرض بالبسط، وهو معنى قول ابن مسعود وابن عباس : تمد الأرض مد الأديم.

تفسير ابن كثير يخبر تعالى عما يقع يوم القيامة من الأهوال العظيمة فقال تعالى: {كلاّ} أي حقاً {إذا دكت الأرض دكاً دكاً} أي وطئت ومهدت وسويت الأرض والجبال، وقام الخلائق من قبورهم لربهم {وجاء ربك} يعني لفصل القضاء بين خلقه، وذلك بعد ما يستشفعون إليه بسيد ولد آدم على الإطلاق، محمد صلوات اللّه وسلامه عليه، فيجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء، والملائكة يجيئون بين يديه صفوفاً صفوفاً، وقوله تعالى: {وجيء يومئذ بجهنم} روى الإمام مسلم في صحيحه: عن عبد اللّه بن مسعود قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها) ""أخرجه مسلم في صحيحه""، وقوله تعالى: {يومئذ يتذكر الإنسان} أي عمله وما كان أسلفه في قديم دهره وحديثه، {وأنّى له الذكرى} أي وكيف تنفعه الذكرى، {يقول يا ليتني قدمت لحياتي} يعني يندم على ما كان سلف منه من المعاصي إن كان عاصياً، ويود لو كان ازداد من الطاعات إن كان طائعاً، كما قال الإمام أحمد بن حنبل عن جبير بن نفير عن محمد بن عمرة، وكان من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: لو أن عبداً خر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت في طاعة اللّه لحقره يوم القيامة، ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب، وقال اللّه تعالى: {فيومئذ لا يعذب عذابه أحد} أي ليس أحد أشد عذاباً من تعذيب اللّه من عصاه، {ولا يوثق وثاقه أحد} أي وليس أشد قبضاً ووثقاً من الزبانية لمن كفر بربهم عزَّ وجلَّ، وهذا في حق المجرمين من الخلائق والظالمين، فأما النفس الزكية المطمئنة وهي الساكنة الثابتة الدائرة مع الحق، فيقال لها: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك} أي إلى جواره وثوابه وما أعد لعباده في جنته {راضية} أي في نفسها، {مرضية} أي قد رضيت عن اللّه، ورضي عنها وأرضاها، {فادخلي في عبادي} أي في جملتهم، {وادخلي جنتي} وهذا يقال لها عند الاحتضار، وفي يوم القيامة أيضاً، كما أن الملائكة يبشرون المؤمن عند احتضاره وعند قيامه من قبره فكذلك ههنا، ثم اختلف المفسرون فيمن نزلت هذه الآية، فروي أنها نزلت في عثمان بن عفّان، وقيل: إنها نزلت في حمزة بن عبد المطلب رضي اللّه عنه، وقال ابن عباس في قوله تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية} قال: نزلت وأبو بكر جالس فقال: يا رسول اللّه ما أحسن هذا؟ فقال: (أما إنه سيقال لك هذا) ""أخرجه ابن أبي حاتم"". وروى الحافظ ابن عساكر، عن أمامة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لرجل: (قل: اللهم إني أسألك نفساً مطمئنة، تؤمن بلقائك، وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك) ""أخرجه الحافظ ابن عساكر"".

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি