مشكل إعراب القرآن

17 - تَفْسِير سُورَة الْإِسْرَاء

معنى سُبْحَانَ الله تَنْزِيه الله من السوء وَهُوَ مَرْوِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وانتصب على الْمصدر كَأَنَّهُ وضع مَوضِع سبحت الله تسبيحا وَهُوَ معرفَة إِذا أفرد وَفِي آخِره زائدتان الْألف وَالنُّون فَامْتنعَ من الصّرْف للتعريف والزائدتين وَحكي عَن سِيبَوَيْهٍ أَن من الْعَرَب من يُنكره فَيَقُول سبحانا بِالتَّنْوِينِ وَقَالَ أَبُو عبيد انتصب على النداء كَأَنَّهُ قَالَ يَا سُبْحَانَ الله يَا سُبْحَانَ الَّذِي أسرى

قَوْله {ذُرِّيَّة من حملنَا} ذُرِّيَّة مفعول ثَانِي لنتخذوا على قِرَاءَة من قَرَأَ بِالتَّاءِ ووكيلا مفعول أول وَهُوَ مُفْرد مَعْنَاهُ الْجمع وَاتخذ يتَعَدَّى إِلَى مفعولين مثل قَوْله تَعَالَى وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَيجوز نصب ذُرِّيَّة على النداء فَأَما من قَرَأَ يتخذوا بِالْيَاءِ فذرية مفعول ثَان لَا غير وَيبعد النداء لِأَن الْيَاء للغيبة والنداء للخطاب فَلَا يَجْتَمِعَانِ إِلَّا على بعد وَقيل ذُرِّيَّة فِي الْقِرَاءَتَيْن بدل من وَكيل وَقيل نصب على إِضْمَار أَعنِي وَيجوز الرّفْع فِي الْكَلَام على قِرَاءَة من قَرَأَ بِالْيَاءِ على الْبَدَل من الْمُضمر فِي يتخذوا وَلَا يحسن ذَلِك فِي قِرَاءَة التَّاء لِأَن الْمُخَاطب لَا يُبدل مِنْهُ الْغَائِب وَيجوز الْخَفْض على الْبَدَل من بني إِسْرَائِيلوَأَن فِي قَوْله / أَلا يتخذوا / فِي قِرَاءَة من قَرَأَ بِالْيَاءِ فِي مَوضِع نصب على حذف الْخَافِض أَي لِئَلَّا يتخذوا فَأَما من قَرَأَ بِالتَّاءِ فتحتمل أَن ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا أَن تكون لَا مَوضِع لَهَا من الْإِعْرَاب وَهِي للتفسير بِمَعْنى أَي فَتكون لَا نهيا وَيكون معنى الْكَلَام قد خرج فِيهِ من الْخَبَر إِلَى النَّهْي وَالْوَجْه الثَّانِي أَن تكون أَن زَائِدَة لَيست للتفسير وَيكون الْكَلَام خَبرا بعد خبر على إِضْمَار القَوْل تَقْدِيره وَقُلْنَا لَهُم لَا تَتَّخِذُوا وَالْوَجْه الثَّالِث أَن تكون أَن فِي مَوضِع نصب وَلَا زَائِدَة وحرف الْجَرّ مَحْذُوف مَعَ أَن تَقْدِيره وجعلناه هدى لبني إِسْرَائِيل لِأَن تَتَّخِذُوا من دوني وَكيلا أَي كَرَاهَة أَن تَتَّخِذُوا

قَوْله {خلال الديار} نصب على الظّرْف

قَوْله {كلا نمد هَؤُلَاءِ} نصبت كلا بنمد وَهَؤُلَاء بدل من كل على معنى الْمُؤمن وَالْكَافِر يرْزق

قَوْله {نفيرا} نصب على الْبَيَان

قَوْله {إِمَّا يبلغن عنْدك} قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ بتَشْديد النُّون وبألف على التَّثْنِيَة لتقدم ذكر الْوَالِدين وَأعَاد الضَّمِير فِي أَحدهمَا على طَرِيق التَّأْكِيد كَمَا قَالَ أموات ثمَّ قَالَ غير أَحيَاء على التَّأْكِيد فَيكون أَحدهمَا بَدَلا من الضَّمِير وأو كِلَاهُمَا عطف على أَحدهمَا وَقيل ثني الْفِعْل وَهُوَ مقدم على لُغَة من قَالَ قاما أَخَوَاك كَمَا ثبتَتْ عَلامَة التَّأْنِيث فِي الْفِعْل الْمُقدم عِنْد جَمِيع الْعَرَب فَيكون أَحدهمَا رفعا بِفِعْلِهِ على هَذَا وَكِلَاهُمَا عطف على أَحدهمَا

قَوْله {وعد الْآخِرَة} مَعْنَاهُ وعد الْمرة الْآخِرَة ثمَّ حذف فَهُوَ فِي الأَصْل صفة قَامَت مقَام مَوْصُوف لِأَن الْآخِرَة نعت للمرة فحذفت الْمرة وأقيمت الْآخِرَة مقَامهَا وَالْكَلَام هُوَ رد على قَوْله تَعَالَى لتفسدن فِي الأَرْض مرَّتَيْنِ

قَوْله {وليتبروا مَا علوا} مَا وَالْفِعْل مصدر أَي وليتبروا علوهم أَي وَقت علوهم أَي وليهلكوا ويفسدوا زمن تمكنهم فَهُوَ بِمَنْزِلَة قَوْلك جئْتُك مقدم الْحَاج وخفوق النَّجْم أَي وَقت ذَلِك

قَوْله {عَسى ربكُم أَن يَرْحَمكُمْ} أَن فِي مَوضِع نصب بعسى وَقد تقدم شرح ذَلِك وَال هُنَا بعث مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَسَى من الله وَاجِبَة فقد كَانَ ذَلِك

قَوْله {ويدع الْإِنْسَان بِالشَّرِّ دعاءه بِالْخَيرِ} دعاءه نصب على الْمصدر وَفِي الْكَلَام حذف تَقْدِيره ويدع الْإِنْسَان بِالشَّرِّ دُعَائِهِ بِالْخَيرِ ثمَّ حذف الْمَوْصُوف وَهُوَ دُعَاء ثمَّ حذفت الصّفة المضافة وَقَامَ الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه

قَوْله {عَلَيْك حسيبا} نصب على الْبَيَان وَقيل على الْحَال

قَوْله {انْظُر كَيفَ فضلنَا} كَيفَ فِي مَوضِع نصب بفضلنا وَلَا يعْمل فِيهِ انْظُر لِأَن الِاسْتِفْهَام يعْمل فِيهِ مَا قبله

قَوْله {أكبر دَرَجَات} أكبر خبر الِابْتِدَاء وَهُوَ الْآخِرَة ودرجات نصب على الْبَيَان وَمثله تَفْضِيلًا

قَوْله {ابْتِغَاء رَحْمَة} و {خشيَة إملاق} كِلَاهُمَا مفعول من أَجله

قَوْله {وَلَا تقربُوا الزِّنَى} من قصر الزِّنَى جعله مصدر زنى يَزْنِي زنى وَمن مده جعله مصدر زاني يزاني زناء ومزاناة

قَوْله {وَمن قتل مَظْلُوما} مَظْلُوما نصب على الْحَال

قَوْله {إِنَّه كَانَ منصورا} الْهَاء تعود على الْوَلِيّ وَقيل على الْمَقْتُول وَقيل على الدَّم وَقيل على الْقَتْل وَقَالَ أَبُو عبيد هِيَ للْقَاتِل وَمَعْنَاهُ أَن الْقَاتِل إِذا اقيد مِنْهُ فِي الدُّنْيَا فَقتل فَهُوَ مَنْصُور وَفِيه بعد فِي التَّأْوِيل

قَوْله {مرحا} نصب على الْمصدر وَقَرَأَ يَعْقُوب مرحا بِكَسْر الرَّاء فَيكون نَصبه على الْحَال

قَوْله {نفورا} نصب على الْحَال

قَوْله {وَقل لعبادي يَقُولُوا} قد مضى الِاخْتِلَاف فِي نَظِيره فِي سُورَة إِبْرَاهِيم فَهُوَ مثله

قَوْله {أَيهمْ أقرب} ابْتِدَاء وَخبر وَيجوز أَن تكون أَيهمْ بِمَعْنى الَّذِي بَدَلا من الْوَاو فِي يَبْتَغُونَ تَقْدِيره يَبْتَغِي الَّذِي هُوَ أقرب الْوَسِيلَة فَأَي على هَذَا التَّقْدِير مَبْنِيَّة عِنْد سِيبَوَيْهٍ وَفِيه اخْتِلَاف وَنظر سَنذكرُهُ فِي سُورَة مَرْيَم عَلَيْهَا السَّلَام إِن شَاءَ الله تَعَالَى

قَوْله {وَمَا منعنَا أَن نرسل بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كذب} أَن الأولى فِي مَوضِع نصب مفعول ثَان لمنع وَأَن الثَّانِيَة فِي مَوضِع رفع فَاعل لمنع تَقْدِيره وَمَا منعنَا الارسال بِالْآيَاتِ الَّتِي اقترحتها قُرَيْش إِلَّا تَكْذِيب الْأَوَّلين بِمِثْلِهَا فَكَانَ ذَلِك سَبَب اهلاكهم وَلَو أرسلها إِلَى قُرَيْش فكذبوا لأهلكوا وَقد تقدم فِي علم الله تَعَالَى تَأْخِير عقابهم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَلم يرسلها لذَلِك

قَوْله {مبصرة} نصب على الْحَال

قَوْله {والشجرة الملعونة} نصب الشَّجَرَة على الْعَطف على الرُّؤْيَا أَي وَمَا جعلنَا الرُّؤْيَا والشجرة الملعونة

قَوْله {خلقت طينا} نصب على الْحَال

قَوْله {يَوْم ندعوا كل أنَاس بإمامهم} الْعَامِل فِي يَوْم فعل دلّ عَلَيْهِ الْكَلَام كَأَنَّهُ قَالَ لَا يظْلمُونَ يَوْم ندعوا وَدلّ عَلَيْهِ قَوْله وَلَا يظْلمُونَ فتيلا وَلَا يحسن أَن يعْمل فِيهِ نَدْعُو لِأَن يَوْمًا مُضَاف إِلَيْهِ وَلَا يعْمل الْمُضَاف إِلَيْهِ فِي الْمُضَاف لِأَنَّهُمَا كاسم وَاحِد وَلَا يعْمل الشَّيْء فِي نَفسه وَالْبَاء فِي بإمامهم تتَعَلَّق بندعو فِي مَوضِع الْمَفْعُول الثَّانِي لندعو تعدى إِلَيْهِ بِحرف جر وَيجوز أَن تتَعَلَّق الْبَاء بِمَحْذُوف والمحذوف فِي مَوضِع الْحَال فَيكون التَّقْدِير نَدْعُو كل أنَاس مختلطين بإمامهم أَي فِي هَذِه الْحَال وَمَعْنَاهُ ندعوهم وإمامهم فيهم وَمَعْنَاهُ على القَوْل الأول ندعوهم باسم إمَامهمْ وَهُوَ معنى مَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس فِي تَفْسِيره وَقد رُوِيَ عَن الْحسن أَن الإِمَام هُنَا الْكتاب الَّذِي فِيهِ أَعْمَالهم فَلَا تحْتَمل على هَذَا أَن تكون الْبَاء إِلَّا مُتَعَلقَة بِمَحْذُوف وَذَلِكَ الْمَحْذُوف فِي مَوضِع الْحَال تَقْدِيره ندعوهم وَمَعَهُمْ كِتَابهمْ الَّذِي فِيهِ أَعْمَالهم كَأَنَّهُ فِي التَّقْدِير ندعوهم ثَابتا مَعَهم كِتَابهمْ أَو مُسْتَقرًّا مَعَهم كِتَابهمْ وَنَحْو ذَلِك فَلَا يتَعَدَّى نَدْعُو على هَذَا التَّأْوِيل إِلَّا إِلَى مفعول وَاحِد

قَوْله {فَهُوَ فِي الْآخِرَة أعمى} هُوَ من عمي الْقلب فَهُوَ ثلاثي من عمي فَلذَلِك أَتَى بِغَيْر فعل ثلاثي وَفِيه معنى التَّعَجُّب وَلَو كَانَ من عمى الْعين لقَالَ فَهُوَ فِي الْآخِرَة أَشد عمى أَو أبين عمى لِأَن فِيهِ معنى التَّعَجُّب وعمى الْعين شَيْء ثَابت كَالْيَدِ وَالرجل فَلَا يتعجب مِنْهُ إِلَّا بِفعل ثلاثي وَكَذَلِكَ حكم مَا جرى مجْرى التَّعَجُّب وَقيل لما كَانَ عمى الْعين أَصله الرباعي لم يتعجب مِنْهُ إِلَّا بِإِدْخَال فعل ثلاثي لينقله التَّعَجُّب إِلَى الرباعي وَإِذا كَانَ فعل المتعجب مِنْهُ رباعيا لم يكن نَقله إِلَى أَكثر من ذَلِك فَلَا بُد من إِدْخَال فعل ثلاثي نَحْو بَان وَشد وَكثر وَشبهه هَذَا مَذْهَب الْبَصرِيين وَقد حكى الْفراء مَا أعماه وَمَا اعوره وَلَا يجوزه البصريون

قَوْله {سنة من قد} نصب على الْمصدر أَي سنّ الله ذَلِك سنة يَعْنِي سنّ الله أَن من أخرج نبيه هلك وَقَالَ الْفراء الْمَعْنى كَسنة من فَلَمَّا حذف الْكَاف نصب

قَوْله {وَقُرْآن الْفجْر} نصب بإضمار فعل تَقْدِيره واقرأوا قُرْآن الْفجْر وَقيل تَقْدِيره أقِم قُرْآن الْفجْر

قَوْله {قبيلا} نصب على الْحَال

قَوْله {وَمَا منع النَّاس أَن يُؤمنُوا} أَن فِي مَوضِع نصب لمفعول ثَان لمنع

قَوْله {إِلَّا أَن قَالُوا} أَن فِي مَوضِع رفع فَاعل منع أَي وَمَا منع النَّاس الْإِيمَان إِلَّا قَوْلهم كَذَا وَكَذَا

قَوْله {كفى بِاللَّه شَهِيدا} الله جلّ ذكره فِي مَوضِع رفع بكفى وشهيدا حَال أَو بَيَان تَقْدِيره قل كفى الله شَهِيدا

قَوْله {تسع آيَات بَيِّنَات} يجوز أَن تكون بَيِّنَات فِي مَوضِع خفض على النَّعْت لآيَات أَو فِي مَوضِع نصب على النَّعْت لتسْع

قَوْله {وبالحق أَنزَلْنَاهُ وبالحق نزل} بِالْحَقِّ الأول حَال مُقَدّمَة من الْمُضمر فِي أَنزَلْنَاهُ وبالحق الثَّانِي حَال مُقَدّمَة من الْمُضمر فِي نزل وَيجوز أَن تكون الْبَاء فِي الثَّانِي مُتَعَلقَة بِنزل على جِهَة التعدى

قَوْله {قل لَو أَنْتُم} لَوْلَا يَليهَا إِلَّا الْفِعْل لِأَن فِيهَا معنى الشَّرْط فَإِن لم يظْهر أضمر فَهُوَ مُضْمر فِي هَذَا وَأَنْتُم رفع بِالْفِعْلِ الْمُضمر

قَوْله {لفيفا} نصب على الْحَال

قَوْله {وقرآنا فرقناه} انتصب قُرْآن بإضمار فعل تَفْسِيره فرقناه تَقْدِيره وفرقنا قُرْآنًا فرقناه وَيجوز أَن يكون مَعْطُوفًا على مبشرا وَنَذِيرا على معنى وَصَاحب قُرْآن ثمَّ حذف الْمُضَاف فَيكون فرقناه نعتا لِلْقُرْآنِ

قَوْله {أيا مَا تدعوا} أَي نصب بتدعوا وَمَا زَائِدَة للتَّأْكِيد

قَوْله {للأذقان سجدا} نصب على الْحَال