مشكل إعراب القرآن

48 - شرح مُشكل اعراب سُورَة الْفَتْح

قَوْله تَعَالَى {ويهديك صراطا مُسْتَقِيمًا} أَي الى صِرَاط ثمَّ حذفت الى فانتصب الصِّرَاط لِأَنَّهُ مفعول بِهِ فِي الْمَعْنى

قَوْله {شَاهدا وَمُبشرا وَنَذِيرا} انتصب الثَّلَاثَة على الْحَال الْمقدرَة وَهِي أَحْوَال من الْكَاف فِي أَرْسَلْنَاك وَالْعَامِل فِيهَا أرسل كَمَا أَنه هُوَ الْعَامِل فِي صَاحب الْحَال

قَوْله {إِن الَّذين يُبَايعُونَك} خبر إِن انما يبايعون الله وَيجوز أَن يكون الْخَبَر يَد الله فَوق أَيْديهم وَهُوَ ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع خبر إِن

قَوْله {تقاتلونهم أَو يسلمُونَ} يسلمُونَ عِنْد الْكسَائي عطف على تقاتلون وَقَالَ الزّجاج وَهُوَ اسْتِئْنَاف أَي أَو هم يسلمُونَ وَفِي قِرَاءَة أبي أَو يسلمُوا بِالنّصب على اضمار أَن وَمَعْنَاهُ عِنْد الْبَصرِيين إِلَّا أَن يسلمُوا وَقَالَ الْكسَائي مَعْنَاهُ حَتَّى يسلمُوا

قَوْله {وَأُخْرَى لم تقدروا} أُخْرَى فِي مَوضِع نصب على الْعَطف على مَغَانِم وَفِي الْكَلَام حذف مُضَاف التَّقْدِير وَعدكُم الله ملك مَغَانِم وَملك أُخْرَى لِأَن الْمَفْعُول الثَّانِي لوعد لَا يكون إِلَّا مصدرا لِأَن الجثث لَا يَقع الْوَعْد إِنَّمَا يَقع على ملكهَا وحيازتها تَقول وعدتك غُلَاما فَلم تعده رَقَبَة غُلَام إِنَّمَا وعدته ملك رَقَبَة غُلَام

قَوْله {سنة الله} نصب على الْمصدر لِأَن معنى {لولوا الأدبار} سنّ الله توليتهم الأدبار سنة كَمَا سنّهَا فِيمَا خلا من الْأُمَم الْكَافِرَة وَيجوز فِي الْكَلَام سنة بِالرَّفْع على معنى تِلْكَ سنة فتضمر الِابْتِدَاء وَسنة خبر لَهُ

قَوْله {بِبَطن مَكَّة} لم تَنْصَرِف مَكَّة لِأَنَّهَا معرفَة اسْم لمؤنث وَهُوَ الْمَدِينَة

قَوْله {وَالْهَدْي معكوفا أَن يبلغ مَحَله} الْهَدْي مَنْصُوب على الْعَطف على الْكَاف وَالْمِيم فِي صدوكم وَأَن فِي مَوضِع نصب على تَقْدِير حذف الْخَافِض أَي عَن أَن يبلغ

قَوْله {وَلَوْلَا رجال مُؤمنُونَ وَنسَاء مؤمنات} ارْتَفع رجال بالأبتداء وَنسَاء عطف عَلَيْهِم وَالْخَبَر مَحْذُوف أَي بالحضرة أَو بالموضع أَو بِمَكَّة وَنَحْو ذَلِك

قَوْله {أَن تطؤوهم} أَن فِي مَوضِع رفع على الْبَدَل من رجال أَو نسَاء أَو فِي مَوضِع نصب على الْبَدَل من الْهَاء وَالْمِيم فِي تعلموهم التَّقْدِير على القَوْل الأول وَلَوْلَا وطؤكم رجَالًا مُؤمنين لم تعلموهم فتصيبكم مِنْهُم معرة وعَلى القَوْل الثَّانِي وَلَوْلَا رجال مُؤمنُونَ لم تعلمُوا وطأهم فتصيبكم وَهُوَ بدل الاشتمال فِي الْوَجْهَيْنِ وَالْقَوْل الأول أبين وَأقوى فِي الْمَعْنى وَالْوَطْء هُنَا الْقَتْل

وَقَوله {تعلموهم} فِي مَوضِع رفع على النَّعْت لرجال وَنسَاء وَجَوَاب لَوْلَا مَحْذُوف

قَوْله {مُحَلِّقِينَ رؤوسكم وَمُقَصِّرِينَ} حالان من الْمُضمر الْمَرْفُوع فِي لتدخلن وَالْوَاو محذوفة من لتدخلن وَهِي وَاو ضمير الْجَمَاعَة وحذفت لسكونها وَسُكُون أول المشدد كَذَلِك لاتخافون حَال أَيْضا مِنْهُم أَي غير خَائِفين

قَوْله {مُحَمَّد رَسُول الله} ابْتِدَاء وَخبر {وَالَّذين مَعَه أشداء} ابْتِدَاء أَيْضا وَخبر ورحماء خبر ثَان فَيكون الاخبار بالشدة وَالرَّحْمَة وَمَا بعد ذَلِك من ركوعهم وسجودهم وَضرب الْأَمْثَال بهم عَن الَّذين مَعَ النَّبِي وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أرفع دَرَجَة مِنْهُم لأَنهم إِنَّمَا أدركوا هَذِه الدرجَة بِهِ وعَلى يَدَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل مُحَمَّد ابْتِدَاء وَرَسُول الله نعت لَهُ وَالَّذين مَعَه عطف على مُحَمَّد وأشداء خبر الِابْتِدَاء عَن الْجَمِيع ورحماء خبر ثَان عَنْهُم فَيكون النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام دَاخِلا فِي جَمِيع مَا اخبر بِهِ عَنْهُم من الشدَّة وَالرَّحْمَة وَالرُّكُوع وَالسُّجُود وَضرب الْأَمْثَال الْمَذْكُورَة وتقف على القَوْل الأول على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا تقف عَلَيْهِ فِي القَوْل الثَّانِي

قَوْله {ركعا سجدا} حالان من الْهَاء وَالْمِيم فِي {تراهم} لِأَنَّهُ من رُؤْيَة الْعين وَكَذَلِكَ {يَبْغُونَ} حَال مِنْهُم أَيْضا

قَوْله {سِيمَاهُمْ} ابْتِدَاء من {أثر السُّجُود} الْخَبَر وَيجوز أَن يكون الْخَبَر {فِي وُجُوههم} وَذَلِكَ أبين وَأحسن

قَوْله {ذَلِك مثلهم فِي التَّوْرَاة} ذَلِك ابْتِدَاء وَمثلهمْ الْخَبَر

قَوْله {وَمثلهمْ فِي الْإِنْجِيل} عطف على مثل الأول فَلَا تقف على التَّوْرَاة إِذا جعلته على مثل الاول وَيكون الْمَعْنى انهم قد وصفوا فِي التَّوْرَاة والانجيل بِهَذِهِ الصِّفَات الْمُتَقَدّمَة وَتَكون الْكَاف فِي قَوْله كزرع أخرج شطأه خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف تَقْدِيره هم كزرع فتبتدىء بِالْكَاف وتقف على الانجيل وَيجوز أَن يكون {وَمثلهمْ فِي الْإِنْجِيل} ابْتِدَاء وكزرع الْخَبَر فتقف على التَّوْرَاة وتبتدىء وَمثلهمْ فِي الانجيل كزرع ولاتقف على الانجيل وَلَا تبتدىء بِالْكَاف فِي هَذَا القَوْل لِأَنَّهَا خبر الِابْتِدَاء وَيكون الْمَعْنى أَنهم قد وصفوا فِي الْكِتَابَيْنِ بصفتين وصفوا فِي التَّوْرَاة أَنهم أشداء على الْكفَّار رحماء بَينهم تراهم ركعا سجدا يَبْتَغُونَ فضلا من الله ورضوانا وَأَن سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم من أثر السُّجُود ووصفوا فِي الانجيل أَنهم كزرع أخرج شطأه الى تَمام الصّفة وَالْقَوْل الأول قَول مُجَاهِد وَالثَّانِي قَول الضَّحَّاك وَقَتَادَة